حين نتحدث عن رموز الأردن الطبيعية، يتصدر المها العربي، الحيوان الوطني للأردن المشهد بلا منازع. هذا الظبي الأنيق يتميز بجماله الفريد وقوته وقدرته على التكيّف مع أصعب البيئات الصحراوية، مما جعله رمزًا للفخر الوطني والإرث الطبيعي الغني للمملكة.
المها العربي تحفة طبيعية بكل معنى الكلمة. يمتلك فراءً أبيض ناصعًا يعكس حرارة الشمس الصحراوية، مع علامات سوداء بارزة على الوجه والأرجل، وقرون طويلة مستقيمة تضفي عليه مظهرًا أسطوريًا. يضاف إلى ذلك حدبة صغيرة على الكتف وذيل ينتهي بخصلة شعر، ليكتمل شكله المهيب.
يمكن مشاهدة المها وهو يتجول في الوديان المفتوحة والكثبان الرملية، حيث يتغذى على الحشائش والجذور والبراعم، متأقلمًا مع بيئة قاسية لا ينجو فيها إلا الأقوى.
مصدر الصورة: ميدل إيست آي
إن القصة الأكثر إثارة حول المها العربي هي رحلته من حافة الانقراض إلى رمز حي للصمود. فقد أدّت عمليات الصيد الجائر في منتصف القرن العشرين إلى اختفائه تمامًا من البرية في الأردن ومعظم شبه الجزيرة العربية. لسنوات طويلة، ظل المها مجرد ذكرى في القصص والصور.
لكن الأردن لم يقبل بهذا المصير. أطلقت برامج حماية، ثم بدأت عمليات إعادة إدخال المها إلى بيئته الطبيعية. واليوم، بفضل هذه الجهود، يتجاوز عدد المها العربي في الأردن 200، وهو إنجاز بارز في مجال الحفاظ على الحياة البرية.
يحمل المها العربي معاني رمزية عميقة. فهو يمثل القدرة على التحمّل وسط الصعاب، والجمال الممزوج بالقوة، والمرونة التي تعكس روح الأردن وشعبه. وبفضل هذه الصفات، أصبح المها رمزًا للاعتزاز الوطني، ليس فقط في الأردن بل في دول أخرى من شبه الجزيرة العربية وشمال إفريقيا.
من حيوان مهدد بالانقراض إلى كائن حي يزدهر من جديد، يروي المها العربي قصة نجاح استثنائية. إنه ليس مجرد حيوان، بل هو رمز للصمود والجمال والإرث الطبيعي للأردن.